Wikipedia

Résultats de recherche

mardi 28 janvier 2014

مُواطنٌ زوّالي لقي في سوق البلاط ضالّته


بعيدًا عن دُخان السيّارات وتراكم الرّوائح الكيمياويّة النّابعة عن المخابر يستقبلُك شذى مزيجُ أعشابٍ جبليّةٍ عن بُعد كيلومتراتٍ تزفُّ خبر اقترابك من ثنايا وأنهج سوق البلاط، روائحٌ تجُرّك للبحث عن منبعها...تشُدّ جلّ حواسك بما لديها من قوّةٍ وانسيابيّةٍ كما لو أنّها خائفةٌ من محاولةِ تغيير مسارك.
فبينما حاسّة الشّم لديك تسير كحال الضّرير المسيّر يظلُّ بُؤبؤ عينك مُنشغلاً في معرفة أصناف المحلاّت المختصّة في بيع الملابس والمتاعِ ليجُرّك الفضولُ في رحلةٍ للبحث عن مصادر تلك الرّوائح البهيّة الّتي اختلط فيها الأخضر باليابس...كلّما تجاوزت مضيقًا، معبرًا أو نهجًا زاد يقينُك بحتميّة وصولك لسوق البلاط...لا إراديّا تنساق وراء الألوان بالجران وأشكال المنتوجات وروائح الأعشاب المُركّزة لتكتشف أنّك في منطقة جبليّة تُنسيك السّبب الرّئيسيّ لقدومك...منطقةٌ جمعت مختلف أشكال الحياة والعلوم الطبيعيّة من حشائش وعقاقير وزواحف لمداواة الأمراض المُستعصية وحبوبٌ تجهلُ أسمائها وبخُورٌ ومواد خاصّةٌ بالرّعواني.

حنينٌ إلى الطبّ النّبوي
مشهدٌ مدهشٌ في سوق البلاط يعود بك إلى قرونٍ مضت، زمن الخلطات العُشبيّة بالعهد العثماني...هو أشهر سوق متخصّصٍ في بيع جميع النباتات الطبيعيّة والزواحف وقبلة الحُرفاء من جميع الأعمار والفئات الاجتماعيّة، وتُعلّق على واجهات المحلاّت حزمٌ من الاعشاب المختلفة كاختلاف قاصديها كلٌّ حسب غاياته و الّذين أتوا من كلِّ صوبٍ  ليعكس سرعة رجوع المواطن التّونسي إلى الطّبيعة نظرًا للإقبال المُلفت للانتباه رغم تفرّقِ المحلاّت المُختصّة...

بعضهم فقد أمله من أدوية المستشفيات وروتين الكيمياويّات والصّيدليّات فجاء يُمنّي النّفس بعُشبةٍ تقضي على دائه، والبعض الآخر يبحث عن ضالّته لمحاربةِ أمراض مستعصيةٍ أبرزها العُقم والسرطان والبرود الجنسي وسوء الهضم أو البرد وأمراض المفاصل.
السيّد "عبد الرزّاق بحر" أحد التُجّار الرّابضين هناك من سنواتٍ، هو بحرٌ كما دلّ لقبه على ذلك في العشب مُلمًّا بكافّة أنواعها مُدركا لكلّ منها فيما ينفع... دكّانه أشيبه بعيادة طبيّة شملت ألوانًا متعدّدة من الحشائش والعُلب ترسّخُ في ذهنك أصالة المكان ومكانته التّاريخيّة...له وقارُ مختصٍّ في الميدان الطبيّ...يعلمُ كلَّ خافيةٍ عن أسباب مرضك...تقرأ هذه المعلومات من طريقة مُحادثته إيّاك عن مدى إقبال المواطن على التّداوي بالأعشاب ليرُدّ بالّرغم من تطوّر الإنجازات والأبحاث في الميدان الطبيّ في تونس وانتشار الصّيدليّات والعيادات بشكلٍ مُكثّفٍ، فإنّ التونسي يُفضّل العلاج بالحشائش ويتفادى الأدوية الكيمياويّة. مُضيفًا أنّ التّداوي بالأعشاب ليس  وليدَ اليوم بل هو العلاجُ الأوّل الّذي لجأ إليه أجدادنا منذ آلاف السّنين ومن عهد سيّدنا موسى ثمّ جاء الطبُّ النّبويّ ليباركها ويُؤكّد جدواها، كما عرفت تطويرًا وتحديثًا على يد أطبّاء عرب على غرار الرّازي والأنطاكي وغيرهما...الّين تركُوا مراجع قيّمةً فهي في النّهاية إن لم تنفع لا تضرّ...فمهما ابتعد الإنسان عن مجاله الأوّل إلاّ وعاد أدراجه إلى العيادات الطبيعيّة متخلّيًا عن المواد الكيمياويّة الّتي ولئن داوتهُ من مرضٍ إلاّ وسلّطت عليه آخر.

اكتظاظ يحمّسُك لمواصلة المشوار
تلقى هذه المحلاّت اقبالاً واسعًا من طرف المرضى لا سيّما منهم النّساء، وهو ما تسجّله على مستوى إحدى المحلاّت المُتواجدة بشارع "حُسيبة بن بوعلي" أين يعملُ أحد المختصّين الّذي يرفضُ الحديث لأسباب مجهولةٍ لتسمح لك الفُرصة لتجاذب أطراف الحديث مع بعض المرضى الّذين أتوا من مختلف بلديّات الولاية ...كلٌّ ينتظرُ  دوره قصد الخضوع للفحص الشّفوي وتشخيص العُشبة المُلائمة لمرضه ودوائه.



زوّالي سئم الطبّ الكيمياوي
ويُعتبر سوق البلاط سوقًا للمواطن الزوّالي...فبسعر نصف دينار يمكنك أن تحصل على دواء يُكلّفُ عشرات الدنانير من الصيدليّات،  بهذه الكلمات كانت افتتاحيّة إحدى
 الزّائرات في ضفٍّ طويلٍ أمام عيادة الدّكتور "سمير بن يوسف"، مختصّ في جميع أنواع الأعشاب الطبيّة، تنتظرُ حُلول دورها لمباشرة العلاج مُواصلةً أنّ من غرائب ما يحصُل في السّوق أنّ حتّى الأطبّاء يزورون المكان بين فترةٍ وأخرى للاطلاع وللاستفادة من خبرة التجّار الّذين تحوّل كثيرٌ منهم بمرور الزم إلى ما يشبهُ الأطبّاء من دون أن يُدركُوا أهميّة ما يُقدّمونه من معلومات حول الاعشاب ومفعولها الصحّي...أطبّاءٌ هم ساقهم التطفّل للقيام بدراساتٍ مخبريّة لمنافع الطبيعةِ حسب إفادة الزائرة.
Réaliser: MRebhi 

2 commentaires:

  1. J ai 2 ans de mariage sans avoir encore des enfants le problème mon Marie a de faiblessete



    RépondreSupprimer